نستكمل بعون الله ومدد ما قد بدأناه فى تدوينة الحضارة الاسلامية وعلاقتها بموضع
وأنتهينا فى التدوينة السابقة الى أن هناك فرضية تقول بأن تاريخ الامم والتغيرات الحضارية التى تحدث تتشابه الى حد كبير مع التغييرات التى تحدث كل يوم نتيجة تغير موضع الشمس شروقا وغروبا
وتعرفنا على تغير موضع الشمس وأثره
والان سنعرف علاقة تغيير موضع الشمس بالمراحل التى تمر بها أمة الاسلام
الفرضية
الفجر : يمثل بداية الحضارة الاسلامية ونشأتها حيث المشاعر الجياشة التى تفيض بها قلوب المسلمين المنتمون للدولة الاسلامية حديثه العهد .
الظهر : أما الظهر فهو قمة العمل والعطاء داخل الحضارة الأسلامية حيث يكون الرواج العلمى والثقافى فى شتى المناحى من علوم شرعية وعلوم حياتية وجميع وسائل وشمائل الحضارة ، والاسهامات الحضارية فى كل مجال .
العصر : فهو النضج الكامل للحضارة الاسلامية والدولة الاسلامية ولكن فى هذا الوقت تبدأ الدنيا فى الدخول الى قلوب الناس فالأموال موفورة والأحوال ميسورة ولكن دخول الدنيا هو بداية الضعف الاسلامى وذالك مصداقا لقول رسول الله صلِ الله عليه وسلم
( قال رسول الله صلِ الله عليه وسلم :"فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ
الدّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما
تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم )
الغروب : بداية غروب شمس دولة الاسلام وأنحسار قوتها رويدا رويدا حيث التفتت والتشرزم وعلو الاعداء وسقوط دولة الاسلام
الليل : أما الليل فهو الظلال الدامس حيث لا أحد يرى النور فلا أحد يرى الحقيقة وتبدأ رياح التغريب والتشريق يأخذ معه بعض الناس من داخل الحضارة الاسلامية معها فى مهب الريح حيث لا مكان لتحكيم القرأن والسنة ولا حول ولا قوة ألا بالله العلى العظيم وذالك مصداقا لقول رسول الله صلِ الله عليه وسلم ( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ،
فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ ) رواه مسلم
وأيضا
قَالَ
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ
السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ
فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ
كَافِرًا .. الحديث . رواه الإمام أحمد
عصمنا الله واياكم منها.
أخر ساعات الليل : حيث يزداد الظلم ويعلوا البطش بعباد الله وهى أشد وأحلك اللحظات على الامة وفيها يكون القابض على دينه كالقابض على الجمر كما قال حبيبنا رسول الله ولكن فى تلك اللحظات العصيبة يظهر جماعة من أبناء هذه الامة المخلصين
ساعين للعودة الى دين الله وسنة رسول الله طالبين العزة والرضا حالمين بالتمكين .
وهذا الوقت هو أفضل الاوقات عند الله وذالك من وجهة نظرى التى أستبطتها من خلال التفكر فى فرضية علاقة مراحل الحضارة الاسلامية بموضع الشمس وأثره
حيث أن فى هذا الوقت يقوم المسلمون بكل وسيلة ممكنة لارضاء الله عز وجل والعمل لنصره دينه والتمكين لدين الله فى الارض .
ولأن المسلمين فى فى هذا الوقت يكونوا الى طاعة الله أقرب والى اللجوء اليه أقرب فهم خائفون وحيدون متفرقون يرجون رحمة من الله ورضوان ًًًًًًًًٌٍٍَََََُُِ .
لذالك فأن أخر ساعات الليل هو أفضل أوقات اليوم (من وجهة نظرى ) وأفضل ألاوقات فى حياة المسلمين
سيسال سائل فهمنا لماذا أخر ساعات الليل أفضل الاوقات فى حياة المسلمين فى الحضارة الاسلامية ؟ فلماذا اذاً هو أفضل أوقات اليوم ؟
الجواب
يقول رسول الله -
صلى الله عليه وسلم-: (ينزل ربنا إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يبقى ثلث
الليل الآخر فينادي فيقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه؟ من
يستغفرني فأغفر له؟)
فهذا هو السبب لان المؤمنين فى هذا الوقت يرجون ربهم تراهم ركعا وسجودا.
هذه هى فرضية أرتباط المراحل التى تمر بها الحضارة الاسلامية مع موضع الشمس وأثر أختلاف موضع الشمس فى السماء.
وهذا هو الفرق بين خيرية الفجر ..
وخيرية أخر ساعات الليل .
أرجوا أن تكون تلك الخاطرة قد لاقت أستحسانكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
بقلمى
www.withallah.co.cc
------------------------------
مع الله
2011©



0 التعليقات:
إرسال تعليق