.

.

ااخبار العالم الاسلامى

الاثنين، 12 سبتمبر 2011

زيارة أردوغان لمصر الثورة.. عهد جديد وعلاقات أقوى

 



حظيت زيارة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان لمصر، والتي تبدأ في التاسعة، مساء اليوم، باهتمام الشارع المصري والخبراء، فضلاً عن المهتمين بتطوير العلاقات بين البلدين وزيادة التعاون بينهما، وذلك ضمن سعي كلا البلدين إلى تأسيس مرحلة جديدة، وإعادة صياغة العلاقات بينهما بعد حالة الجمود التي غلف بها النظام المخلوع العلاقات بين الطرفين خلال الفترات الماضية.

الخبراء بدورهم شدَّدوا على أهمية الخطوة الحالية التي تعود بالنفع على كلا الطرفين اللذين تلاقت رغبتهما في التصدي للصلف والعنجهية الصهيونية في تعاملاتها مع أزمات الملفات الإقليمية وقضاياها، مشيرين إلى أن تلك الزيارة سوف تخصم من رصيد قُوى الكيان الصهيوني، فضلاً عن عودة التوازن الإستراتيجي في المنطقة، بعد أن كان لصالح الكيان.

ووصفت د. باكينام الشرقاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة والخبيرة بالشأن التركي، زيارة أردوغان لمصر بالخطوة الإيجابية المهمة بين البلدين، وتأتي ضمن سعيهما إلى تأسيس مرحلة جديدة مختلفة عن مصر ما قبل 25 يناير، وإعادة صياغة العلاقات المصرية التركية، مشيرةً إلى أن الزيارة التركية تهدف إلى محاولة استكشاف دور العلاقات التركية مع دول ثورات الربيع العربي.

وأضافت: "كما تأتي تلك الزيارة ضمن محاولات بناء علاقات مع دول الخليج، وعلى الرغم من أهمية الملف الداخلي لمصر، فإن هذا لا يمنع الاهتمام في الوقت الحالي بالملفات الخارجية والعلاقات الإقليمية في محاولة من الجانب المصري؛ لوضع تصور وتخيل لشبكة علاقاته الدولية".

وقالت د. الشرقاوي: إن لجوء الجانب التركي إلى اتخاذ العديد من الإجراءات ضد الكيان الصهيوني، جاءت بعد العديد من المحاولات على مدار أكثر من عام لتحقيق العدالة والتحقيق في الاعتداء على الشهداء الأتراك، داعيةً السلطات المصرية إلى تعلُّم سياسة النَّفَس الطويل التي تمارسها تركيا للتعبير عن مواقفها، وبما لا يفرط في الحقوق المصرية.

ولفتت النظر إلى أن الطرفين المصري والتركي قد تلاقت رغباتهما في حتمية التصدي للصلف الصهيوني في تعاملاته مع الملفات الإقليمية؛ حيث إن الدوائر تتقاطع في تلك اللحظة التاريخية التي يجب استغلالها جيدًا، وهو ما يؤكد أن تلك الزيارة سوف تخصم من رصيد القوى الصهيونية لصالح الدولتين، مصر وتركيا، فضلاً عن فلسطين، معتبرة أن توقيت الزيارة له دلالة تعبر عن اتجاه الدولتين إلى فتح خطوط تعاون بين الجانبين؛ لاحتواء العديد من الأزمات الإقليمية والمشتركة.

وقال د. محمد صفار، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة: إن الزيارة تأتي في سياق أمرين أساسيين، أولهما: التوتر الذي حدث في العلاقات التركية والصهيونية خلال الفترة الماضية وتفاقمها، فضلاً عن محاولة اقتحام سفارة الكيان في مصر وهروب طاقم السفارة، لافتًا النظر إلى أن مصر ما بعد الثورة تتبع نهجًا أكثر توازنًا في علاقاتها الإقليمية، عكس النظام السابق الذي كان يرتمي في أحضان المحور الموالي للولايات المتحدة الأمريكية.

وتابع: إن الانفتاح في العلاقات مع دول مثل تركيا وإيران لا يعني قيام الحرب على الكيان الصهيوني، كما لا يعني أيضًا أن تحالف مصر مع أمريكا أن تعادي من تعاديه وتتحالف مع من تتحالف معه، مشيرًا إلى أن زيارة رئيس وزراء تركيا تعزز من الموقف الفلسطيني ولصالحه بوجه عام، كما أنها تعمل في إطار التوازن الإستراتيجي الذي كان مختلاًّ لصالح الكيان الصهيوني، فضلاً عن النفع الذي سوف يعود على البلدين بشرط ألا تكون الزيارة عابرة.

ولفت د. صفار النظر إلى أن مصر بدأت في لعب دورها الإقليمي الذي طالما فقدته، الأمر الذي يجعل الآخرين يأخذون سياستنا على محمل الجد، وهو ما بدأ عندما قرر أردوغان توجيه خطاب للأمة العربية من مصر؛ لعلمه جيدًا بالدور الرئيسي لمصر في المنطقة، والذي يجب أن تبذل فيه مصر الجهد؛ لتحمل تلك المسئولية.

وقال بشير عبد الفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية والمتخصص في الشأن التركي: إن التقارب المصري التركي كان مقيدًا لبعض الاعتبارات، نظرًا لوجود حساسية من الطرف المصري في السابق تجاه تعاظم الدور التركي في المنطقة، وصغر حجم الدور المصري تجاه العديد من القضايا، خاصةً خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع.

وأوضح أن حساسية الموقف المصري تجاه تركيا يعود إلى تنامي دورها ووجودها في إفريقيا والخليج العربي، والقائم على أسس اقتصادية وثقافية واجتماعية، وهو ما يجب تفاديه في الوقت الحالي، وبذل الجهد؛ وتوطيد سُبُل التعاون بين البلدين في العديد من المجالات الاقتصادية والإستراتيجية وحركة التجارة، مؤكدًا أن تلك الحالة من تدهور العلاقة بينهما كان من المتوقع تغيُّرها بعد قيام الثورة المصرية وتغيير نظام الحكم.

واعتبر عبد الفتاح أن توقيت الزيارة جيد جدًّا في ظلِّ توتر علاقة مصر وتركيا بالكيان الصهيوني، الأمر الذي يسهم في تقييد حجم الغطرسة الصهيونية، مضيفًا أن المطلوب خلال الزيارة تنسيق الجهود لتعظيم مكاسب الطرفين، وبما يعود بالنفع أيضًا على الجانب الفلسطيني، خاصةً في ظلِّ وجود علاقات قوية للجانب التركي مع كل الأطراف الفلسطينية.
 كتبت- رضوى سلاوي


no image
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top custom blogger templates قواالب بلوجر