.

.

ااخبار العالم الاسلامى

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

بين صخب الميدان وثورة البرلمان (الاخلاص وتجديد النية )

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة


بين صخب الميدان وثورة البرلمان

تمر مصرنا الحبيبة الان بمرحلة هامة جدا وتاريخية حيث عملية التحول الديموقراطى فى مراحلها الاولى من خلال الانتخابات البرلمانية
وأيضا فالثورة لازالت مستمرة فى افئدة بعض الشباب وبعض القوى السياسية فبعد أحداث السبت والاحد والاثنين الدامية 

رأت كثير من القوى وأيضا الشباب بأن الحل للوصول الى عملية التحول الديموقراطى والانتهاء منها بنجاح هو تخلى المجلس العسكرى عن صلاحياته وتفويضها أما لحكومة أنقاذ وطنى ( يشكلها الميدان ) أو مجلس رائسى مدنى أيضا يشكله الميدان
ودعا بعضهم الى ما يسمى الديكتاتورية الثورية

ونحن نعايش كل هذة المواقف يشعر كثير من المصريين بعدم الفهم يشعرون أنهم لا يفهمون شيئا فالاحداث تتلاحق بسرعة عجيبة والاراء تتغير بتناقض مذهل فحماة ثورة الامس اصبحوا أعدائها اليوم وأعداء الثورة بالأمس اصبحوا حماتها
والنتاقضات والاستقطبات لا تتوقف

لذالك رأيت أن أكتب اليكم اليوم بع فترة توقف عن الكتابة
وأتحدث فى موضوع مهم 
لكن قد يرى البعض أنه غير ذى اهمية للحديث عنه هذة الايام فى مقابل اشياء اخرى كثيرة نحتاج أن نتكلم عناها

ولكننى أرى أنه أهم موضوع يمكن ان نتكلم عنه هذة الايام
الا وهو ( الاخلاص وتجديد النية )

نعم هذا الموضوع من أهم المواضيع التى نتحدث فيها
فالاخلاص هو اساس كل عمل بدونه تكن الاعمال هباء منثورا ليس لها وزن ولا قيمة عند الله ( سبحانه وتعالى )
وتجديد النية مهم جدا فالعزائم تفتر والاعمال أن لم ينوى لها بنية صالحة فهى لا بركة فيها 
لذا فمن الواجب على المخلصين من ابناء هذة الامة المشتغلين والشاغلى انفسهم بالسياسة والاحداث التى تمر بها البلد
تجديد النيات فى كل عمل يعملوة مهما كان صغر أو كبر عظم شأنة أو قل

وحقيقا فأنا أرى أن المشكلة اليوم بل قل المشاكل اليوم هى بالاساس مشكلة اخلاص وتجرد فلو أن كل من هم بفل أخلص لله وتجرد له سبحانه وتعالى لما وصلنا الى الحالة التى نحن عليها الان

وانا فى هذا الصدد لا أتهم أحدا بعينة أو فئة بعينها بعدم الاخلاص حاش لله
وأنما هى روية عامة وعلى كل واحد منا أن يراجع نفسه

لكن أيضا هناك مشكلة تنبثق من مشكلة الاخلاص وهى أنه قد يقوم طرف معين بعمل شىء معين مخلصا ومتجردا لكنه لا يهتم ولا يعبأ بكون ما يقوم به مناسبا للأحداث التى تمر بنا أو لا فيقع فى الخطأ وهو يظن أنه على الصواب لكنه متجردا فعلا ولكن لم يهتم بمعرفه واجب الوقت ولم يهتم بمعرفة الدليل ومناطاته
المشكلة أن أجتهادا خاطئا من أحد الذين لا يملكون أدوات الاجتهاد
يمكن أن يصنع خوارج وراوفض جدد

تجديد النية

قبل أن أستطرد فى حديثى عن موضوع تجيد النية أحب أن أذكر قصة حدثت معى وأظن أنها حدثت مع كثيرين
وهى أننى كنت فى ميدان التحرير يوم الجمعة 18 /11 وحين جلسنا لنستمع لخطبة الجمعة ممرت أكثر من ورقة على المصلين جميعهم مكتوب عليهم جملة واحد ( جدد نيتك )

جدد نيتك
جملة صغيرة ولكنها تحوى معانى كبيرة

والنية هى

انبعاث القلب نحو ما يراه موافقاً لغرض من جلب نفع أو دفع ضرر حالاً أو مالاً – والشرع خصصه بالإرادة المتوجهة نحو الفعل لابتغاء رضا الله تعالى وامتثال حكمه. 

أهمية النية:
وقد دلت النصوص الكثيرة على أهمية النية وبيان مكانتها فى الإسلام وعظم شأنها عند الله تعالى فى محاسبة العباد على أعمالهم فى الآخرة .
فقد روى البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان على المنبر قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه" وفي بعض الروايات عند البخاري.

أيضاً عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه زاد بعد قوله: ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، إلا أن ألفاظ الروايات مختلفة والمعنى واحد، هنا يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن أعمال الشخص تابعة لنيته، إن كانت نيته صادقة مخلصة ابتغاء وجه الله جزاه الله بالثواب، وإن كانت نيته الحصول على أمور الدنيا يصبها فلا ثواب له، ومن هذا الحديث يتبين أهمية النية في العمل.
وعلى المسلم أن يعلم  أن كون الأعمال تابعة للنية فهذه ليست في المعصية بل في الطاعات والمباحات إذ الطاعة تنقلب معصية بالقصد، والمباح ينقلب معصية وطاعة بالقصد، فأما المعصية فلا تنقلب طاعة بالقصد أصلاً، بحسب النية الداخل فيها ، وهو أنه إذا أضيف إليها قصود خبيثة تضاعف وزرها وعظم وبالها.

وعلى أهمية النية أيضاً ما رواه البخاري أيضاً بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الفتح: " لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا. ومعنى هذا الحديث كما نقل ابن حجر عن الطيبي وغيره: أن الهجرة التي هي مفارقة الوطن التي كانت مطلوبة على الأعيان إلى المدينة انقطعت، إلا أن المفارقة بسبب الجهاد باقية، وكذلك المفارقة بسبب نية صالحة كالفرار من دار الكفر والخروج في طلب العلم والفرار بالدين من الفتن.

وروى مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم".
ومن خلال ذلك  بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن القلب هو مكان النية أهم شئ بنظرة الله، إن كان تقياً مخلصاً صادقاً أحبه الله، وإن كان عكس ذلك أبغضه الله، وقد ين الرسول صلى الله عليه وسلم أن القلب إذا صلح صلح الجسد كله وإذا فسد، فسد الجسد كله، فقد روى البخاري وسنده عن النعمان بن بشير عن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء فيه قوله: "ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت، صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب".(1)

لماذا الحديث عن النية؟لأن عليها مدار العمل من صلاح وفساد فالنية هي ركيزة العمل التي ينبني عليها قبوله من رفضه وهذا بدليل حديث رسول الله {إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى }
فالاهتمام بالنية وتحصيلها هو بغية كل عاقل يسعى لقبول عمله , إن العاقل لا يغره كثرة العمل بقدر ما يرغب في تحصيل قبوله وما الفائدة من عظمة العمل إن أعقبها كما قال تعالى{ وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا}
 
أهمية تجديد النية :
أنا الآن لن أتحدث عن أهمية النية إذ يكفي الحديث السابق في الدلالة على أهمية استصحابها قبل الشروع في أي عمل ويكفي من ذلك أنها ركن في كل الطاعات التي أمرنا الله بها إذ أن عدم تقديمها يبطل العمل من الأصل بل إنها الركن الأول المقدم فهي مفروضة أول الصلوات وعند الإحرام وتبييتها مطلوب عند صوم رمضان وفي الزكاة والصدقة وغيرها من أعمال البر.....
فالنية كالثوب الجديد يبدو زاهيا باهيا حين ترتديه أول مرة ثم يزول رونقه مع الغسيل الأول......ويذهب لونه الغسيل الثاني........
ويخرج الغسيل الثالث خيوطه......وهكذا إلا أن يصبح باليا أو ممزقا لايصلح للاستعمال هذا حال الثوب فهل ترضى أن يكون هذا حال نيتك؟؟
أقصد هل تسمح أن تضيع منك أعمال أنت في أمس الحاجة إليها يوم العرض بسبب أن نيتك بليت ؟
حين نهم بعمل ما لأول مرة تكون نياتنا صادقة صالحة نرجوا بها رضا الله ولكن مع الوقت قد تحيط بنا ظروف أو شبهات تنقص من إخلاص نيتنا هذا إن لم تذهب بها بالكلية وتجعلها نفاقا و رياءا والنية كما الثوب لا تبلى دفعة واحدة فلا يقولن مغتر نيتي خالصة والحمد لله أفلا خبرتها لتتأكد؟؟
أو تظن الشيطان يأتي ليقول لك :صم ليقال صائم أو قل ليقال قائم؟
أبدا...ما هذه حيلته ولو كان هكذا لصددناه منذ الوهلة الأولى مداخل الشيطان خفية فهو يأتيك دون شعور ويذهب بإخلاص قلبك شيئا فشيئا.
دعني أقول أن حديثي عن تجديد النية لا يقتصر فقط على تخليصها من شوائب الرياء والنفاق فهذا وإن كان مطلوبا وذو أهمية قصوى إلا أن الأحاديث عنه كثيرة والتصانيف فيه أكثر حديثي هنا لأصحاب الهمم للذين لا ينتظرون فساد النية لإصلاحها بل لا يسمحون بنزولها عن قمة الإخلاص قيد أنملة.
والحديث عن تجديد النية غايته تعاهدها الدائم لتبقى كما الأول خالصة صادقة تدعوك لكل خير وتجعلك تستسهل كل صعب .
اختبر نيتكانظر إلى عملك هل ما زلت تشعر بلذته كما حين شرعت فيه ؟أم أنه صار آليا بلا طعم؟
ولنقرب الصورة أكثر.......
في حياتنا الدعوية أفعالنا هل هي بنفس النية التي بدأنا بها الدعوة أول مرة ؟
أم أن الهدف تغير؟ إبراز نشاط؟....زيادة شهرة؟؟اكتساب أجرة؟ هل هذه هي النية التي استصحبتها بداية؟؟
أجزم أنها لا فما الذي غيرها؟أو فالنقل ما الذي أبلاها؟
أنا أجيبك: عدم تعاهدها
أصلحناها ابتداءا ثم اتكلنا وغفلنا من كونها قد تبلى (2)

جدد نيتك
جدد نيتك فلا تتركها تبلى كل ما تشعر بالفتور أو الكسل جدد نيتك احرص على أن تبقى كما أول مرة جديدة.....نقية .....زاهية....تدفعك للمزيد من العمل..... للمزيد من الطاعة....
ترقى بنيتك فى سلم الطاعات فكن كما متسلق الجبال كلما وصل لقمة أراد الوصول لاعلى

جدد نيتك وأنت تعطى صوتك فى الانتخابات
جدد نيتك حينا تنزل الى ميدان التحرير متظاهرا
جدد نيتك وأنت تكتب على الفيس بوك وتويتر 
جدد نيتك وأن تكتب على مدونتك
جدد نيتك وأن تتحاور مع أصدقائك جدد نيتك وأن تقنع أخوانك


طبتم
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



بين صخب الميدان وثورة البرلمان (الاخلاص وتجديد النية )
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top custom blogger templates قواالب بلوجر