د. راغب السرجاني: المشروع الإسلامي يحتاج إلى الإخوان والسلفيين معا

ألقى فضيلة الدكتور راغب السرجاني -عضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح والمشرف العام على موقع قصة الإسلام- كلمة قوية دعا فيها أبناء التيار الإسلامي إلى الاصطفاف والتوحد خلف المشروع الإسلامي ونبذ الفرقة والاختلاف والتناحر في هذه المرحلة الخطيرة في تاريخ أمتنا الإسلامية..


وذلك ضمن فعاليات المؤتمر الحاشد الذي نظمته حملة دعم الدكتور محمد مرسي لرئاسة الجمهورية أمام جامعة القاهرة السبت 12 مايو 2012م، ووسط حشد هائل من أنصاره يقدر بالآلاف.
ونعرض فيما يلي لمقتطفات من كلمة فضيلة الدكتور راغب السرجاني، سائلين المولى عز وجل أن ينفع بها:
"لحظة فارقة من لحظات تاريخ أمتنا العظيمة.. فهذه اللحظة التي يتحول فيها بإذن الله عز وجل مسار أمتنا من ضعف إلى قوة ومن ذلة إلى عزة، ومن تابعيّة إلى سيادة وريادة وتمكين بإذن الله تعالى.. عادتنا يا إخواني في مثل هذه المؤتمرات أن نتكلم بحماسة وقوة، ولكنني في هذه الكلمة أتكلم معكم بهدوء.. أسأل الله عز وجل أن يلهمنا الصواب، وأن يفقهنا بما يجب أن نفعله في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ أمتنا.
إخواني، هذه فترة عصيبة تحتاج إلى الإخوان وإلى السلفيين.. تحتاج إلى تكاتف لكل القوى.. تحتاج إلى أنصار السنة المحمدية وإلى التبليغ والدعوة.. تحتاج إلى الجماعة الإسلامية.. تحتاج إلى كل الأحزاب التي تريد هذا المشروع الأصيل "مشروع الإسلام".. تحتاج إلى حزب الحرية والعدالة وتحتاج إلى حزب النور وتحتاج إلى حزب الأصالة وتحتاج إلى حزب الفضيلة.. تحتاج إلى أزهرنا العظيم.
هذه الفترة يا إخواني لا يصح لنا فيها أن نتراشق بالألفاظ أو نتنابذ بالألقاب، إنما نحتاج فيها إلى حبٍّ وإلى ألفة وإلى اعتصام حقيقي خلف كتاب الله عز وجل {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُوا} [آل عمران: 103].
هي دعوى إلى كل الحضور.. إلى إخواننا من الإخوان والسلفيين ومن كل التيارات.. إننا في هذه اللحظة نحتاج إلى دعم لمشروع إسلامي واضح.. هذه شهادة أمام الله عز وجل.. لا للصراعات الجانبية.. ولا للانتماءات الحزبية.. إنما كلنا واحد نقف وراء مشروع واحد، يُعلِي من شأن الشريعة ويرفع من قدرها ويعز أمتنا.. "لا إله إلا الله.. محمد رسول الله" مشروعنا الذي ندعو إليه.
ذكر ذلك ربنا عز وجل في كتابه الكريم {وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ} [الأنفال: 46].
يد الله مع الجماعة، ومن شذّ شذ في النار.. عليكم بالجماعة فإنما يأكل الذئب القاصية..
هذا أمر واضح يا إخواني، نحن لا ندعم الدكتور محمد مرسي؛ لأن بيننا وبينه أمرًا معينًا من أمور الدنيا، والله ما دعمناه إلا لأنّه وعد بتطبيق الشريعة.. هكذا مشروعه، وهكذا مشروع الإخوان المسلمين.. منذ 84 سنة سجون ومعتقلات ومعاناة وكبد ومشقة وجهاد.
إخواني، لا تنسوا في هذه الفترة أننا لا نريد توترًا في الصف.. عليكم بالسكينة.. عليكم بالسكينة.. أنتم تعملون لله عز وجل.. أنتم تسألون عن العمل.. الآن عملكم أن تصوتوا لهذا المشروع الإسلامي العظيم.. أن تتحدثوا مع كل رجل وامرأة، ومع كل صغير وكبير، بل مع كل مسلم وغير مسلم في هذا البلد عن هذه الشريعة الغراء، وعن هذا الدين السمح.. عن حقوق المسلم وعن حقوق غير المسلم.. عن كل شيء في الشريعة؛ {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام: 38].
ودورنا أن نضع أيدينا في أيدي إخواننا، أن نوحد صفنا، وهذه دعوى أوجّهها من على هذه المنصة إلى العاملين على الساحة الإسلامية".
وختم فضيلة الدكتور راغب السرجاني كلمته بنصيحة غالية وجهها إلى كافة العاملين في الصف الإسلامي قائلاً:
"إلى كل العاملين على هذا المشروع العظيم، أقول لكم: توحدوا وأحبوا بعضكم بعضًا.. هذه لحظة نادرة قد لا تتكرر إلا بعد عشرات السنين.. إن فوّتموها فماذا ستقولون لله عز وجل؟!.. ضعوا أيديكم في أيدي بعضكم.. ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والعاقبة للمتقين".