.

.

ااخبار العالم الاسلامى

الثلاثاء، 8 فبراير 2011

ملحمة البقاء





السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

ملحمة البقاء



عانيت كثيراً كي أتمكن من الحصول على رقم هاتف يتيح لي الإتصال بالقنوات المصرية الرسمية


فالقنوات الفضائية العربية قد أستطيع محادثتها بسهولة ويسر ,أما القنوات الفضائية المصرية والقنوات الرسمية تحديداً لا أستطيع محادثتها بتاتاً إلا من رحم ربي , بل قد أخسر الكثير من الأموال دون جدوى
فكيف السبيل إليهم ..؟ كيف أتصل وأتحدث مع قنوات تظل أربع وعشرون ساعة متواصلة تبث لنا برامج عجيبة وحكاوي وقصص غريبة تشبه جداً حواديت ما قبل النوم الكاذبة , وقصص البطولات المشوهة والهشة والقصائد الركيكة , وصور البهلوانات في الشوارع المضحكة جداً , والنكت السخيفة التى لا تضحكنا والله بل تشعرنا بالإشمئزاز والضيق وسرعان ما نغلقها حتى لا نصيب بهستريا الكذب والإفتراء من جراء ما سمعناه وشاهدناه , من تلك القنوات المسيسة التى قد تصيبنا بالبلاهة والعته الفكري , ذلك الإعلام المنافق الفاسد العميل الذي يدعمه أصحاب المصالح ورجال الأعمال
,وهناك سؤال يلح عليّ ويحيرني كثيراً , لماذا لم يقال وزير الإعلام المصري أنس الفقي ..؟

هل لأنه لا يوجد منافق أكثرمنه حالياً في مصر , أم لانه بارع فى الأكاذيب وتلفيق التهم والترويج لها بسرعة البرق, أم لانه مثير جداً للضحك , كم يضحكني هذا الرجل , فكلما حاولت الترويح عن نفسي قليلاً وعن أسرتي التي أنهكتها معي فى مشاهدة تلك القنوات الأخرى العميلة على حد قول الإعلام المصري الكاذب , طبعاً أقوم بتغير المحطة على قنوات مصر الرسمية الصادقة ..! أو حتى الفضائية التابعة لرجال أعمالهم الشرفاء طبعاً , فسرعان ما يصيبنى الغثيان والضيق من كم الصدق والشرف الهائلين ..!





فهم والله وبكل بجاحة لا يحترمون عقل الشعب المصري , فلا زالوا يتعاملون مع الشعب على إنه طفل صغير لم يفطم بعد , لا زال يحبوا أمامهم , بل وفاقد للأهلية تماماً , وهم المسئولون فقط عن فكرة ومنهجه وطموحاته وأحلامه , ولا يزالون يمارسون نفس الفلسفة البغيضة , فلسفة السخرية والتهميش والترقيع والتدليس والتخويف والتهديد والقمع والتخطيط الفاشل لإخفاء ضوء الشمس بأصابعهم ..!


والله كلما إستمعت للمشاركين عبر هواتفهم التي لا أعرف لها أرقام حتى الآن أضحك مطولاً , وأتذكر برامج رمضان المضحكة ومقالبهم السخيفة والكاميرا الخفية , عندما كانوا يسخرون من الضيف ويلعبون عليه لعبة المكالمات الهاتفية من داخل الأستديو

فهم من يكتبون السيناريو وهم من يمثلونه ويخرجونه ويعرضونه على شاشتهم المقيته السوداء , للسخرية من الشعب , أفلام كرتون مصرية مضحكة , وأفلام أخرى من الكوميديا السخيفة الصفراء ,

تذكرت مشكلة الجزائر ومصر والكورة وكيف قام الإعلام المصري بهجمة شرسه على شعب الجزائر الشقيق وشعرت وقتها بأن مصر ستحارب الجزائر وتفنيها على بكرة ابيها من أجل ماذا .. مباراة كرة قدم . والله شيئاً محزن للغاية أن يترك المثقفون في مصر عقولهم الواعية لهذا الإعلام المشبوه , ليتلاعب به كيفما شاء ..!!



وأعتقد أن هذا هو السبب الأول والأخير لعدم إقالة أنس الفقي الذى يحارب هو أيضاً بكل ما اوتي من قوة ليبقي , لكنه نسي أن معركته غير شريفة وأسلحتة السوداء, برغم قوتها فهي هشة و تافهة وسرعان ما تكسر وتتلاشى وينتهى أثرها



, فدائما فى نهاية النفق نوراً ودائما للبداية نهاية , وليس للكذب أرجل ولكن للفضيحة أجنحة ..!


كم هم بارعون فى قلب الحقائق , لا يمكن أن ينافسهم فيها منافس
بارعون فعلاً و بجدارة , نجحوا فى تضلييل البسطاء من الشعب المصري والشعوب الأخرى وإظهار الصورة بشكل مقلوب ومشوه وبأساليب بدائية جداً ومستفزة مثيرة للضحك , أصبحت قنواتهم الساذجة جداً والتافهة هي القنوات الصادقة الواعية التي تنقل الحقائق دون زيادة أو نقصان , والقنوات الأخرى عميلة وتريد إسقاط مصر وإشعال فتيل الفتنة ..!!

لم أتعجب منكم يا إعلاميين أو يا من تسمون أنفسكم كذلك , فأنتم ابعد ما تكونا عن الإعلام ,بل انتم مطبلون , مهللون , منافقون , وبهلونات فى سرك الإعلام المصري , هذا هو اللقب الحقيقي الذى تستحقونه بجدارة , تستخدون وسائلكم التي تخالف كل القوانين والشرعية حتى تستمروا فى البقاء , لكنه والله ليس ببقاء بل هو فناء , البشر يموتون حتماً , لكن الحقائق تبقي ولا تموت أبداً , و أنتم فقدتم إحترامكم لأنفسكم وأنا على ثقة تامة من ذلك , وفقدتوا إحترامنا لكم ولإعلامكم المدلس المشوه الأسود ....

المضحك أن الرئيس عدّل في الوزراة , لكن كيف ..؟
ولماذا لم يقال وزير العدل ..؟

هل ليتمكن من التلاعب بالدستور المصري الذي هو بمثابة الدستورالمقدس الذي أنزل عليهم من السماء ولا يجوز إصلاحه أو تعديله وتغيره برمته .. هذا الدستور الوضعي الذى لا يشكل خطراً كبيراً كما يوهمون الشعب بأنه إن تم تعديله وتغيره ستقع مصر وتدمر وتنتهي حضارتها ويمحى أسمها عندما يمحى , فهذا الدستور الوضعي لا قيمة لها ولا وزن ولو مزق وألقي به في نهر النيل لن يضر الشعب فنائه , فلقد دمره بقائه لسنوات طوال , قاموا بكتابته ولم يراه الشعب ولم يوافق على إى بنداً فيه , رغم ذلك يطبقونه على الشعب الذي لم يرى محتواه ولم يفهم مغزاه , لقد ظل هذا الدستور بمثابة كابوس مفزع ومرعب لتخويف الشعب المصري وإرهابه فهو قابع على صدر الشعب ويمارس ضغوطة على سلطة القضاء , وعلى الإنتخابات البرلمانية وأعتقد أن هذا هو السبب الحقيقي لعدم إقالته هوأيضاً .!



ولماذا لم يقال وزير البترول : هل لأنه هو الذي يرسل الغاز إلى الصهاينة وبسعر أقل بكثير من سعر التكلفه حسب إتفاقيتهم المشئومة التي تقتضي بتصدير الغاز إلي إسرائيل 1.7 مليار متر مكعب سنويا من الغاز الطبيعي لمدة 20 عاما، بثمن يتراوح بين 70 سنتا و1.5 دولار للمليون وحدة حرارية بينما يصل سعر التكلفة 2.65 دولار، كما حصلت شركة الغاز الإسرائيلية على إعفاء ضريبي من الحكومة المصرية لمدة 3 سنوات من عام 2005 إلى عام 200 وهذا ما نعلم به وهذا ما يحدث فوق السطح أما دون ذلك لا نعلم به طبعاً , وفي وقت يعاني الشعب المصري من فقدان الغاز والوقود بل والله مررنا منذ شهر تقريباً بكارثة نقص الغاز فى مصر , وحسبي الله ونعم الوكيل , الغاز يصدر للصهاينة وبإعفاء ضريبي ونحن هنا نعاني من نقصة وإرتفاع أسعاره ..



وكذلك لم يقال وزير الأوقاف .. الذي يملى على خطباء المساجد ما تريده السلطة فى خطبة الجمعة وخطب المناسبات , بل والأزمات , هذا الوزير الذي يأمر فيطاع ويضرب بالشريعة عرض الحائط محاباة ومجاملة للسلطة ,طبعاً تلاميذته خلفه ينتهجون نهجة ويفكرون بعقله وينطقون بلسانه إلامن رحم ربي , حتى أصبحوا مجرد موظفي حكومة لا يقتنع بهم أحد ولا يصدقهم ولا يثقوا بهم ولا بحديثهم وفتواهم التي كثيراً ما تخدم السلطات , فأصبح الدين الآن يطوع للحكومة ولخدمة المصالح الخاصة على إيديهم , وحسبنا الله ونعم الوكيل ..


أصبحنا نرى كل وزارة تعمل لحسابها الشخصي , وبسياستها الخاصة وبثقافتها المنبثقة من ثقافة الدكتاتورية والمصالح الشخصية والصراع على البقاء ,الثقافة التى ترتكز على القمع والبتر والوحشية والإزاحة بكل من يقف أمامها ويقول كفى ...

فهم يتسارعون الآن على البقاء فإما الشعب وإما هم , والله إنها معركة للبقاء بقاء الفاسدين والسارقين والكارهين وأصحاب النفوذ والمصالح الذين لا يعرفون معناً للشبع والذين لا يرتوون مهما شربوا من دم الشعب الذي أراقوه طويلا وأرهقوه ثلاثون عاماً على التوالي بلا إكتراث أو رحمة


معركة على البقاء .. يجيّشون جنودهم ويلمّلون أوراقهم ويكنزون أموالهم قبل يوم الفصل , إستعداداً إضطرارياً لهذا اليوم , فلم يحسبون له حساب و لم يستعدون له يوماً ولم يتخيلون أن هذا الشعب الصامت الضعيف المريض الجائع الذي لا يتقن سوى الصمت والبحث عن لقمة العيش هنا وهناك ,الشعب الذي طالما كان يؤمن بهم ويصفق لهم , سيخرج يوماً من صمته ويكفر بهم ويمحقهم ويناهضهم ويتمرد عليهم ..الشعب الذي أرادوه دائما جاهل ومتخلف حتى لا يعرف أين طريق الخلاص وكيف السبيل إليه .. لكنهم نسوا أنه لم يكن يوماً جاهلاً ولا غبياً ولا متخلفاً ولا مختل فكرياً لقد حاولوا كثيراً لكن لم ينجحوا ,لقد جعلوا منه دون قصد مسبق منهم , شعباً يعرف كيف يصرخ وكيف يستفيق , فهذا المارد المصري قد إستفاق من سباته ولن يعود إلى الخنوع والصمت مرة أخرى حتى لو كان الثمن هو موته ..


نعم والله هي معركة على البقاء ...


لكن لو نظرنا مطولاً لوجدناها معركة غير متكافئة , مكنونها مختلف وأبعادها متفاوتة جداً , معركتهم تختلف تماماً عن معركة الشعب , الشعب لم يخرج للقتل وسفك الدماء لم يخرج للتدمير والتخريب وإهدار ممتلكاته ,الشعب الذي قمع وجوع وعذب لأكثر من ثلاثون عاماً , فلم يقمع و يوجوّع فحسب , ولم تهدر كرامته ويعذب ويرهب بأرضه فحسب , بل مورست عليه كل هذه الوسائل لإذلاله وتكميم فاهه , في حين نرى شريحة لا تتجاوز واحد بالمائة فقط من الشعب المصري , تنحنى لها الرؤوس والجباه ,وتأمر فتطاع , تعيش بالقصور وتمتلك المليارات من أموال الشعب , و تسحق الشعب تحت أقدامها بلا إكتراث ,


وعندما خرج عليها الشعب ليقول لها ..لا.. كفى ظلماً وعدواناً وقهراً وتعذيباً , نادى بها وهو رافع صوته , ولم يرفع يداه ليقتل ويحرق ويسرق , معركة الشعب كانت ولا تزال لإسترجاع الحقوق التي سلبت وإستخراج العدل الذى دفن , معركة تنادى للأمان والإستقرار والحياة الكريمة , معركته كانت لأجل الحرية والعيش بكرامة , الكرامة التى طالما دهس وأهين من طالب بها مراراً ووقد يقتل وينكل به ,
فقط لأنه نادى بها , تلك هي معركة الشعب , الشعب يريد البقاء هو الأخر لكن بقاء بكرامة وأمان وراحة بال وحياة كريمة , كأي إنسان على الأرض , الله سبحانه خلق الإنسان ليكون خليفة فى الأرض لا ليكون عبداً يباع ويشترى وينكل به في أرضه ويسفك دمه بلا رحمة , خلق له ثروات كثيرة في أرضه ليعيش منها ويحمد الله ويشكره , لا لتسرق منه ويحرم خيراتها , الله سبحانه جعل حب الأرض حباً فطرياً ينبض داخل قلب من يحيى عليها وقد يموت من أجل الدفاع عنها , الشعب يريد البقاء لكن لا يريد الفناء لغيره , يريد بقاءاً بدون ظلماً أو جوراً ,



أما هؤلاء أصحاب المصالح الخاصة يتصارعون من أجل البقاء أيضاً , لكن هم لهم أديولوجياتهم الخاصة وفلسفتهم الدنيئة في البقاء , فهم يبحثون عن بقائهم فقط ومنع غيرهم من هذا الحق , معركتهم خسيسة نفذت بإحكام بالغ لكن سرعان ما فشلت بقدرة الله سبحانة وتعالى , الله الذى لا يرضى بالظلم وحرم الظلم على نفسه وجعله محرما ًنسوا أن الله سبحانه وتعالى له الحكمة في كل ما يجري , نسوا أن الله سبحانه قد يطيح بهم جميعاً فى طرفة عين

ونسوا أن الله سبحانه لا يغفل ولا ينام ولا يترك الظالمين يعيثون فى الأرض فسادا ,مهما طال الزمن , ومهما استفحل الظلم ومهما طغى الطغاة فهو سبحانه يمهلهم ثم يأخذهم بغتة , أخذ عزيز مقتدر


قال عز وجل ..


(ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون , إنما يؤخرهم ليوماً تشخص فيه الأبصار , مهطعين مقنعي رؤوسهم, لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء )






فكم هي قاسية تلك المعركة





تلك المعركة التى لا تزال مستمرة لكنها مرت بمراحل مختلفة وعندما فشلت المحاولات القمعية واللا إنسانية بدأت مرحلة مختلفة وهو مرحلة اللعب بالأعصاب و النفس الطويل والعض على الأصابع ,حتى نسمع من سيصرخ قبل الأخر .. لكن هيهات هيهات , فهم الان من يصرخون ويركضون هنا وهناك دون توقف , ويترقبون بقلق ولا يعرفون أين المفر ..!
ولهذا السبب .. لا زالوا يشوهون الحقائق حتى تغيب عقول الشعب المصري بكل الوسائل وهذا كله .. لانه تمرد عليهم وقال لهم دعوني ..






ملحمة البقاء دعونا وأرحلوا


دعوني أحيا خارج تلك الشرنقة التي صنعتموها لي حتى إختنقت ,
دعوني أمارس طقوس حياتي كما أراها أنا ولا تزعجوني ,
دعوني أتنفس هواء أخر غير ذلك الهواء الذي طالما شاركتوننى إياه وارحلوا عني واتركوني ,
دعوني أحيا على أرضى التي طالما زاحمتونني فيها وأسخروا مني وأشجبوني
.. لكن دعوني

, دعوني أشرب ماء أخر لم يلوث بالدماء , دعوني أصرخ دون أن تكمموا فاهي , دعوني أركض فى شوارع مدينتي دون أن تقيدوني , ودعوني أضحك وأضحك من قلبي . فكم أشتاق للضحك , لم أضحك منذ زمن , اليوم فقط عرفت كيف الضحك , حتى لو قتلتموني ,

فقط دعوني ..


دعوني أتأمل خيرات أرضي ولو لثوان وبعدها إذهبوا عني

وأهجروني ..


دعوني ..أمارس حقي في البقاء ولو لدقائق ولا ترهبوني ,دعوني أصرخ فى الفضاء بأعلى صوتي ولا تسألوني لما الصراخ ..

..فقط دعوني ..



قالها شباب التحرير .. قالها رجاله ونسائه وأطفاله



قلناها جميعاً دون خوفٍ ولأول مرة
..
والكل رددها خلفنا ..دعونا نعيش على تلك الأرض الطيبة



دعونا نطهرها من جديد


دعونا نبنيها ونشيد أركانها بصدق ومثابرة


دعونا نتحمل المسؤولية عنها فقد عانت الكثير لأجلنا


دعونا نحبها من جديد بدونكم ,ونعيش بكنفها في أمان


دعونا نعالجها من أمراضها العضال التى عانت منها طويلا بسببكم

حتى أكتهلت ورق عظمها وأحدودب ظهرها من حمل همومهكم الجثام


دعونا نرسم البسمة على وجهها ونحيي الأمل بين حناياها من جديد

ونزين زواياها ونختبيء بين أروقتها وجنباتها


دعونا .. لا نريد منكم مساندة أو أعتذاراً


فقط دعونا ,,


’’وأرحلوا



بقــلـــم ..

حنين المغازي

3 ربيع الأول 1432 // 6 : فبراير 2011






ملحمة   البقاء
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top custom blogger templates قواالب بلوجر