.

.

ااخبار العالم الاسلامى

الثلاثاء، 15 يناير 2013

مختار و إيمان

صورة: ‏#رصد | مقـالات | أحمد عبد الحميد يكتب:

مختار و إيمان 


كان يحب الجلوس بين يدي شيخه، الشيخ محمد. وكان أيضا يحب عينا أستاذته إيمان. كان الشيخ محمد هو كل بأس تقطر في صباه، و كانت إيمان هي كل نبتة رقيقة في قلبه.
كان الشيخ محمد يخبره بحزم عما يجب أن يفعله في الكبر، و كانت إيمان ترسم له ما يكمل اللوحة من ألوان. كان الشيخ محمد يضح الأشجار الطويلة ثابتة الجذور، و إيمان فقط تزينها بالورود فتصبح حدائق ذات بهجة.
كان يتعلم وضع القدمين عند السجود من الشيخ محمد، و ينتظر أن يكتب الملاك عن يمينه ما يمليه عليه زميله الذي يرفرف على رأسه، بأنه أجاد الصلاة... أخيرا. كان ينتظر كل يوم أن يُسلم، فيرى ملاكا يقول: الله السلام يحبك يا "مختار”. ولكن ذلك لم يحدث أبدا!
كان الشيخ محمد يلقنه، أن له بالقدس أرضا، و مسجدا، و أنه يفتحها في عمره. كانت إيمان تقول أن بالجنة انهار وورود، و أن "مختار" لا يموت أبدا. مختار دائما سعيد بما سيلاقيه. كل الأحبة هناك، في انتظارك مختار... صاحبهم.
كانت ابتسامة إيمان، الأستاذة، كأنها نهر من أنهار الجنة، يفيض فقط بالبهجة. و جهها كان وضاءا كأقمار الجنة التي لا تدركها العيون. ايمان، زرعت فيه ما لم يزرعه الشيخ محمد.... إيمان علمته كيف يحب.
بالمساء، أم مختار كانت تقول، أنها تمنت لو أنجبت ستة من الأولاد تهبهم لله، كما تفعل نساء فلسطين. كانت أمه، كما صديقتها الحميمة كانت قد وهبت ذريتها لله في صلواتها. ”سيحرر ابني فلسطين. سيحرر أبني فلسطين...“ هكذا كانت تدعو.
أبوه لم يكن مغايرا، كان يأخذ إفطاره المعتاد على صوت صواريخ الأباتشي و أصوات المجنزرات الإسرائيلية و هي تمطر غزة و تهتك بيوتها، أو على مشاهد تحطيم المنازل، ومعها قلب مختار. كان مختار يرى الغيظ في وجه أبيه، و يعرف العجز في شدة صوته وهو يشتكي لأصحابه في الهاتف. كان مختار يعرف أنه لابد من شخص يضع حدا لتلك المأساة، هذا قدره.... لأنه "مختار".
أستاذ المدرسة، في "يوم القدس" اخبر الطلبة، ان القدس لكم، و أنه خارج النص المدرسي، بإمكانه إخبارهم، أن الحرب مع اليهود هي منتهى العالم، وأننا سننتصر، هذا هو قدر الله. سيأتي يوم تتحرر الأرض، على يد "مختار".
***
هكذا تهيأ العالم لوجوده، هكذا في كل صلاة كان مليار من البشر يتضرعون لوصوله. هكذا كان استاذ التاريخ يخبره بأنه صلاح الدين، و انه عمر و أنه ”مختار“. شيء ما في هذا العالم كله اقنع مختار أنه يتعين عليه أن يصل لحلم الشيخ محمد، و إيمان، و أمه، و أبيه، و أصدقاء أمه، و أصدقاء أبيه، و زوار المسجد، و أستاذة المدرسة و أصحابه. شيء ما أخبره بأنه يتعين عليه أن يعبر للمجد، إلى القدس. ولو وحده.
****
مختار كان كالموج، لا يهدأ أبدا، كانت أحلام شيخ يوسف الذي امسك برأسه بعض مرة ليسأله: ”كيف ستجعل من الصين بلدا إسلاميا؟“ لا تبرح رأسه.
كان الشيخ يوسف، يحب أن يمسك رأس مختار بقوة، و يهزها، و ينظر في حجر عينيه، و يقول:" أريدك أن تفكر، لا تهدأ أبدا حتى تجيب..."
و مختار لا يهدأ، إيمان لم تفارق قلبه، و بأس الشيخ محمد لم ينفك عن صبره، و حلم الشيخ يوسف لا يبرح خياله، دعوات أمه و حنق أبيه، و ضعف أهله و عجز الحيلة... ماذا عساه يفعل... إلا أن يكون نفسه؟
مختار.
مختار، قرر أن يحرر القدس، هذا هو منتهى أمله، سيعلم أولاده أن الموت في الطريق هو الوصول نفسه، و أن علينا أن نسعى و ليس علينا إدراك الوصول، و ان الوصول لا يكون للواحد، و إنما للجماعة. لابد أن تكون في جماعة حتى تموت و يكمل غيرك. لا يصل المسافرون فرادى في الصحراء. المسافر وحده لا يصل أبدا، لأنه بشر، البشر يموتون. مختار في حاجة ”لفكرة تحيا“ و يموت فيعيش أبدا بها.
ولكن مختار يراجع جهة السفر كل مرة يسافر فيها، لكم اعتاد التيه، ولكن في رحلة كتلك، في رحلة العمر، كم مرة يحزم المرء حقائبه للجنة؟!
وبعد تفكر طويل، و استعداد أطول، و مراجعة لم تنته، مختار، أدرك الحقيقة المفجعة: أن كلهم كانوا مخطئين!
الشيخ محمد، إيمان، أمه، أبيه، استاذ الفصل، المليار القائمين في المساجد... كلهم أخطأوا.
لم يخلق مختار ليفكر في حل مشكلة اليهود في القدس. لم يكن أبدا أول أهدافه أن تحل مشكلة القدس، من الذي عبث في رأسه؟! كلهم خانوا عقله... منذ الصغر. منذ النبت الأول... إيمان خانت براءته!
مختار يعرف أن محمدا -صلى الله عليه و سلم- لم يبتعث جيشا مسلما لفتح القبلة الأولى، مباشرة. فتحها عمر. عمر، لم تكن القدس في ذاتها هدفا أبدا. شيء ما في عقل عمر و أصحابه كان مختلفا عن عقل مختار و أصحابه. أصحاب عمر، كانو يحفظون:
وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ
كانوا يعرفون معنى بسيط جهله أصدقاء مختار:
 عالمية الرسالة.
لم تكن أبدا رسالتهم العبث مع الصغار من يهود بني قريظة أو قينقاع أو النضير أو خيبر أو حتى كل شبه الجزيرة. كانوا يفهمون معنى أن تحمل رسالة للكون. لم يكن أحدهم ينظر لبيزنطة أو فارس في الطريق على أنه حاجز و إنما مجرد ”حجر“ في الطريق، كانوا يعرفون ثقل ما يحملون من أمانة. أي شرف ذلك في أن تحمل أمانة أنت أهل لها؟!
شيء ما حدث، في 1948 أقنع كل اصدقاء مختار، أن مشكلة المشاكل إسرائيل. و أن التخلص منها غاية الآمال، و نهاية الدنيا، و هي مجرد "حجر". شيء ما في قلب مختار تغير. في الحرب الذي زعم فيها أصحابه النصر على إسرائيل، كانت دولته حليفا لروسيا التي كانت تقتل إخوانه في باكستان. شيء ما في السياسة لم يستسيغه. كان إخوان مختار يضعون شاشات المراقبة في قطر لتحريك العمليات في العراق، حتى تنهار العراق لعشرات الأعوام. كان إخوان مختار في الكويت يطلق عليهم "دولة عميلة" من أعدائهم، و نظرائهم في السعودية بأنهم "دولة فاسدة مفسدة”، و مصر بأنها ”الرجل المريض“، و المغرب بأنه ”الغريب“. كان إخوانه كلهم نسوا أن الأجداد مروا على كل تلك الأراضي و كلها بلادهم، و كلهم واحد. ولكن بعض واحد ينسى.
شيء ما في قلب مختار، يعرف معنى أن تبدأ بالتسليم ثم ترضخ، ثم تدخل مرحلة الفوضى قسرا، ثم تمكث فيها طويلا. شيء ما بداخله، يرفض أن يرضخ، لأنه يعرف ما ولد له... شيء ما في نفسه يرفض الاستسلام، لانه يريد أن يحمل الأمانة. ألم يكن دعاءه: رب استعملني، رب استعملني؟!
شيء ما في قلبه يراقب الجميع، كما تراقب أقمار أمريكا الاصطناعية كل بارجة تتحرك على الأرض. كما تراقب أمريكا اقتراب اليابان من الصين، و اقتراب الصين من روسيا، و اقتراب روسيا من تركيا، و اقتراب ألمانيا من أوروبا أو تركيا، و اقتراب المكسيك و البرازيل من أمريكا. مختار أيضا يراقبهم جميعا و كأنه يراقب قطع الدومينو قبل ان تتصادم، و تعطيه الفرصة الذي ينتظرها بصبر.
مختار يبتسم، يتذكر إيمان، دائما. شيء ما في قلبه اسمه "يقين" يخبره انه ينتصر، و آخر اسمه "أمل" يلقنه أنه يتعين عليه أن يحمل ميراث الأجداد من "أحلام”. و أحلامهم لم تكن ابدا تقف عند اسوار القدس. أحلام الأجداد لم تكن تقف إلا عند "العالمية"... "الأستاذية" سمها ما تشاء. سمها العولمة قبل أن يعرفها البشر. المهم، لا تضع حدودا لها.
مختار يعيد ترتيب عقله. مختار لا تقيده حدود.
مختار يعرف:
القدس حجر، الحدود حجر، القوى العظمى حجر...
لم يستحق اسمه، من تدنى حلمه...
مختار... يستحق اسمه.
مختار... ولد.
حرره فيك.
(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد : 38].



الكاتب: 
www.facebook.com/ahmed868‏



كان يحب الجلوس بين يدي شيخه، الشيخ محمد. وكان أيضا يحب عينا أستاذته إيمان. كان الشيخ محمد هو كل بأس تقطر في صباه، و كانت إيمان هي كل نبتة رقيقة في قلبه.
كان الشيخ محمد يخبره بحزم عما يجب أن يفعله في الكبر، و كانت إيمان ترسم له ما يكمل اللوحة من ألوان. كان الشيخ محمد يضح الأشجار الطويلة ثابتة الجذور، و إيمان فقط تزينها بالورود فتصبح حدائق ذات بهجة.
كان يتعلم وضع القدمين عند السجود من الشيخ محمد، و ينتظر أن يكتب الملاك عن يمينه ما يمليه عليه زميله الذي يرفرف على رأسه، بأنه أجاد الصلاة... أخيرا. كان ينتظر كل يوم أن يُسلم، فيرى ملاكا يقول: الله السلام يحبك يا "مختار”. ولكن ذلك لم يحدث أبدا!
كان الشيخ محمد يلقنه، أن له بالقدس أرضا، و مسجدا، و أنه يفتحها في عمره. كانت إيمان تقول أن بالجنة انهار وورود، و أن "مختار" لا يموت أبدا. مختار دائما سعيد بما سيلاقيه. كل الأحبة هناك، في انتظارك مختار... صاحبهم.
كانت ابتسامة إيمان، الأستاذة، كأنها نهر من أنهار الجنة، يفيض فقط بالبهجة. و جهها كان وضاءا كأقمار الجنة التي لا تدركها العيون. ايمان، زرعت فيه ما لم يزرعه الشيخ محمد.... إيمان علمته كيف يحب.
بالمساء، أم مختار كانت تقول، أنها تمنت لو أنجبت ستة من الأولاد تهبهم لله، كما تفعل نساء فلسطين. كانت أمه، كما صديقتها الحميمة كانت قد وهبت ذريتها لله في صلواتها. ”سيحرر ابني فلسطين. سيحرر أبني فلسطين...“ هكذا كانت تدعو.
أبوه لم يكن مغايرا، كان يأخذ إفطاره المعتاد على صوت صواريخ الأباتشي و أصوات المجنزرات الإسرائيلية و هي تمطر غزة و تهتك بيوتها، أو على مشاهد تحطيم المنازل، ومعها قلب مختار. كان مختار يرى الغيظ في وجه أبيه، و يعرف العجز في شدة صوته وهو يشتكي لأصحابه في الهاتف. كان مختار يعرف أنه لابد من شخص يضع حدا لتلك المأساة، هذا قدره.... لأنه "مختار".
أستاذ المدرسة، في "يوم القدس" اخبر الطلبة، ان القدس لكم، و أنه خارج النص المدرسي، بإمكانه إخبارهم، أن الحرب مع اليهود هي منتهى العالم، وأننا سننتصر، هذا هو قدر الله. سيأتي يوم تتحرر الأرض، على يد "مختار".
***
هكذا تهيأ العالم لوجوده، هكذا في كل صلاة كان مليار من البشر يتضرعون لوصوله. هكذا كان استاذ التاريخ يخبره بأنه صلاح الدين، و انه عمر و أنه ”مختار“. شيء ما في هذا العالم كله اقنع مختار أنه يتعين عليه أن يصل لحلم الشيخ محمد، و إيمان، و أمه، و أبيه، و أصدقاء أمه، و أصدقاء أبيه، و زوار المسجد، و أستاذة المدرسة و أصحابه. شيء ما أخبره بأنه يتعين عليه أن يعبر للمجد، إلى القدس. ولو وحده.
****
مختار كان كالموج، لا يهدأ أبدا، كانت أحلام شيخ يوسف الذي امسك برأسه بعض مرة ليسأله: ”كيف ستجعل من الصين بلدا إسلاميا؟“ لا تبرح رأسه.
كان الشيخ يوسف، يحب أن يمسك رأس مختار بقوة، و يهزها، و ينظر في حجر عينيه، و يقول:" أريدك أن تفكر، لا تهدأ أبدا حتى تجيب..."
و مختار لا يهدأ، إيمان لم تفارق قلبه، و بأس الشيخ محمد لم ينفك عن صبره، و حلم الشيخ يوسف لا يبرح خياله، دعوات أمه و حنق أبيه، و ضعف أهله و عجز الحيلة... ماذا عساه يفعل... إلا أن يكون نفسه؟
مختار.
مختار، قرر أن يحرر القدس، هذا هو منتهى أمله، سيعلم أولاده أن الموت في الطريق هو الوصول نفسه، و أن علينا أن نسعى و ليس علينا إدراك الوصول، و ان الوصول لا يكون للواحد، و إنما للجماعة. لابد أن تكون في جماعة حتى تموت و يكمل غيرك. لا يصل المسافرون فرادى في الصحراء. المسافر وحده لا يصل أبدا، لأنه بشر، البشر يموتون. مختار في حاجة ”لفكرة تحيا“ و يموت فيعيش أبدا بها.
ولكن مختار يراجع جهة السفر كل مرة يسافر فيها، لكم اعتاد التيه، ولكن في رحلة كتلك، في رحلة العمر، كم مرة يحزم المرء حقائبه للجنة؟!
وبعد تفكر طويل، و استعداد أطول، و مراجعة لم تنته، مختار، أدرك الحقيقة المفجعة: أن كلهم كانوا مخطئين!
الشيخ محمد، إيمان، أمه، أبيه، استاذ الفصل، المليار القائمين في المساجد... كلهم أخطأوا.
لم يخلق مختار ليفكر في حل مشكلة اليهود في القدس. لم يكن أبدا أول أهدافه أن تحل مشكلة القدس، من الذي عبث في رأسه؟! كلهم خانوا عقله... منذ الصغر. منذ النبت الأول... إيمان خانت براءته!
مختار يعرف أن محمدا -صلى الله عليه و سلم- لم يبتعث جيشا مسلما لفتح القبلة الأولى، مباشرة. فتحها عمر. عمر، لم تكن القدس في ذاتها هدفا أبدا. شيء ما في عقل عمر و أصحابه كان مختلفا عن عقل مختار و أصحابه. أصحاب عمر، كانو يحفظون:
وَمَا أَرْسَلْنَاك إِلَّا رَحْمَة لِلْعَالَمِينَ
كانوا يعرفون معنى بسيط جهله أصدقاء مختار:
عالمية الرسالة.
لم تكن أبدا رسالتهم العبث مع الصغار من يهود بني قريظة أو قينقاع أو النضير أو خيبر أو حتى كل شبه الجزيرة. كانوا يفهمون معنى أن تحمل رسالة للكون. لم يكن أحدهم ينظر لبيزنطة أو فارس في الطريق على أنه حاجز و إنما مجرد ”حجر“ في الطريق، كانوا يعرفون ثقل ما يحملون من أمانة. أي شرف ذلك في أن تحمل أمانة أنت أهل لها؟!
شيء ما حدث، في 1948 أقنع كل اصدقاء مختار، أن مشكلة المشاكل إسرائيل. و أن التخلص منها غاية الآمال، و نهاية الدنيا، و هي مجرد "حجر". شيء ما في قلب مختار تغير. في الحرب الذي زعم فيها أصحابه النصر على إسرائيل، كانت دولته حليفا لروسيا التي كانت تقتل إخوانه في باكستان. شيء ما في السياسة لم يستسيغه. كان إخوان مختار يضعون شاشات المراقبة في قطر لتحريك العمليات في العراق، حتى تنهار العراق لعشرات الأعوام. كان إخوان مختار في الكويت يطلق عليهم "دولة عميلة" من أعدائهم، و نظرائهم في السعودية بأنهم "دولة فاسدة مفسدة”، و مصر بأنها ”الرجل المريض“، و المغرب بأنه ”الغريب“. كان إخوانه كلهم نسوا أن الأجداد مروا على كل تلك الأراضي و كلها بلادهم، و كلهم واحد. ولكن بعض واحد ينسى.
شيء ما في قلب مختار، يعرف معنى أن تبدأ بالتسليم ثم ترضخ، ثم تدخل مرحلة الفوضى قسرا، ثم تمكث فيها طويلا. شيء ما بداخله، يرفض أن يرضخ، لأنه يعرف ما ولد له... شيء ما في نفسه يرفض الاستسلام، لانه يريد أن يحمل الأمانة. ألم يكن دعاءه: رب استعملني، رب استعملني؟!
شيء ما في قلبه يراقب الجميع، كما تراقب أقمار أمريكا الاصطناعية كل بارجة تتحرك على الأرض. كما تراقب أمريكا اقتراب اليابان من الصين، و اقتراب الصين من روسيا، و اقتراب روسيا من تركيا، و اقتراب ألمانيا من أوروبا أو تركيا، و اقتراب المكسيك و البرازيل من أمريكا. مختار أيضا يراقبهم جميعا و كأنه يراقب قطع الدومينو قبل ان تتصادم، و تعطيه الفرصة الذي ينتظرها بصبر.
مختار يبتسم، يتذكر إيمان، دائما. شيء ما في قلبه اسمه "يقين" يخبره انه ينتصر، و آخر اسمه "أمل" يلقنه أنه يتعين عليه أن يحمل ميراث الأجداد من "أحلام”. و أحلامهم لم تكن ابدا تقف عند اسوار القدس. أحلام الأجداد لم تكن تقف إلا عند "العالمية"... "الأستاذية" سمها ما تشاء. سمها العولمة قبل أن يعرفها البشر. المهم، لا تضع حدودا لها.
مختار يعيد ترتيب عقله. مختار لا تقيده حدود.
مختار يعرف:
القدس حجر، الحدود حجر، القوى العظمى حجر...
لم يستحق اسمه، من تدنى حلمه...
مختار... يستحق اسمه.
مختار... ولد.
حرره فيك.
( وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) [محمد : 38].

بقلم : أحمد عبد الحميد 

الكاتب: 
www.facebook.com/ahmed868
no image
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top custom blogger templates قواالب بلوجر