وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ

وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً 

اية قد نقراها وتمر علينا مرور الكرام 
سمعتها بالامس مصادفة وشعرت بها تهز كيانى وترسل بمعانى عديدة الى قلبى 
معانى وكأنى لم اعلم بها من قبل 

مقدمة

اية قد نقراها وتمر علينا مرور الكرام

سمعتها بالامس مصادفة وشعرت بها تهز كيانى وترسل بمعانى عديدة الى قلبى

معانى وكأنى لم اعلم بها من قبل

بعد ان جلست افكر مع نفسى فى هذة المعانى التى وقرت فى قلبى قررت أن ابحث فى 

التفاسير المختلفة عن تفسير تلك الاية الكريمة

وعن معناها ومغزاها

وبالفعل بحثت فى التفاسير ووجدت أمرا عجبا (1)

وجدت معانى تكاد تكون مختلفة لكنها متشابهة 

لاتسالنى كيف
لكننى لن اتحدث كثيرا عن تفسير تلك الاية الكريمة لكنى ساضع للقارى روابط

لسهولة الوصول الى تفسير الاية

وساركز حديثى عن تلكم المعانى والافكار التى شغلت قلبى وعقلى

فى هذة الاية

أقصر الطرق الى الحقيقة الطريق المستقيم

نتحدث هنا عن واقع نعيشة وهو اننا الان فى طريقنا لبناء الدولة الاسلامية التى نريدها فى بلاد ربيعنا العربى لكننا وللاسف نشرق ونغرب بسفينه المشروع عن تنظيرنا الذى نظرناه والذى كان قبل ثورات الربيع

ونتحجج فى هذا بحجج واهية مثل ( الاوضاع المختلفة ,اختلاف وتلاحق الاحداث ,تربص المتربصين , مشاركة لا مغالبة , وعمو توافق !!! )

وفى مسيرتنا ايضا قد نغِيرعلى بعض الثوابت التى كنا نتحدث عنها قبل ذالك كاساس متين وحجر صلد لا يبنى البناء الا عليه

وتختلف الحركات والجماعات والاحزاب الاسلامية وتتفاوت فى انواع واشكال الثوابت التى تضيعها فى طريقها فى العمل السياسى 

ولا شك عزيزى القارىء انك ان كنت من شباب التيار الاسلامى أو حتى من رجالها انك قد تتفق معى او قد تدافع عن تحزبك ووجهتك وتقول وتعيد مدافعا

اننا ... واننا ... واننا

وانا اقول لك اخى الكريم اخرج من عبائتك وانظر حولك ولاشك أنك ستعلم الحقيقة 
حتى تكاد تراها رؤية العين

واذا سالتنى اليس لك توجها من هذه التوجهات الاسلامية المتعددة
ممن توجه لهم تهمك بالابتعاد عن المنهج القويم فى بناء الدولة

ساقول لك

اننى ايضا عزيزى القارى املك توجه ولى حزبا وله رؤى وافكار 

واننى فى هذة الخاطرة السريعة قد اتناقض مع انتمائى بل واشدد على زملائى 

وعلى حزبى ولكن الحق احق

وانا لا اقول هذا كى اساهم فى هذة الهجمة الاعلامية الشرسة المضادة الكاذبة

بل ان احاول تصحيح المسار والنصح لله 

وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ 

لو استقاموا

وهنا نعود للحديث عن رؤيتى حول
الاية الكريمة التى تتحدث بشكل عام عن الكافرين كافرى الانس والجن

لكنى استخدمها هنا للحديث عن المؤمنين مقتطعها بذالك عن سياقها

حتى تعطى لنا مدلولا اخرا 

فاننا حين نقرأ الاية الكريمة نعلم انها تتحدث عن قوم 

يقول عنهم ربنا سبحانه وتعالى انهم لو استقاموا على الطريق القويم طريق الاسلام

لاتاهم ربنا خير كثيرا  ( هذا هو ملخص معنى الاية الكريمة )

وهنا رايت - وقد اكون مخطئا فان كنت فارجوا ان اجد من يقومنى - رايت

انه من الممكن توجيه هذا المعنى الى منحا اخر
يمكن توجيه هذة الاية الى قوم من المؤمنين لكنهم

يتخبطون وبدلا من ان يسلكوا طريقا مستقيما فى بناء امة الاسلام
 وفى طريقهم لبناء الدولة الاسلامية الحضارية

فهم يروحون يمنه ويسره ويتقدمون ويتأخرون
حتى يكسبون بذالك ود قوم لن يكسبوه ابدا

قال الله تعالى " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ " [البقرة 120]


ونحن هنا لا نصف المختلفين معنا باليهودية او النصرانية حاشا لله بل نثبت لهم ما اثبتوه لانفسهم بانهم مسلمون ولكننا نستعين باية من كتاب الله تشرح نفس الفكرة
انهم اصحاب التوجهات غير الاسلامية التى 
لا تريد دولة اسلامية 
والتى تقول بعدم دخول الدين فى حياة الناس من
سياسة - اقتصاد وغيره  وعدم قيادة الدين للامة 

الطريقة

 

يقول العلماء ان الطريقة فى هذة الاية تعنى طريق الاسلام

والطريقة التى يرضى عنها الله  فى كل اعمالنا

ومنها السياسي والاقتصادى والدعوى وغيره

هو الطريق المستقيم طريق التبيان الحق الواضح النور البين 

وكما يقال الحق ابلج والباطل لجلج

الحق ابلج - يا من تهزئون منها - ابلج ولو كره المنافقون

قال الله تعالى :" فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " [هود 112] 

وأن الاية الكريمة التى نتحدث عنها "وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً "  تحتوي جملة حقائق , تدخل في تكوين عقيدة المؤمن , وتصوره عن مجريات الأمور وارتباطاتها .
والحقيقة الأولى:هي الارتباط بين استقامة الأمم والجماعات على الطريقة الواحدة الواصلة إلى الله , وبين إغداق الرخاء وأسبابه وهذا الارتباط بين الاستقامة على الطريقة وبين الرخاء والتمكين في الأرض حقيقة قائمة . 

 وقد كان العرب في جوف الصحراء يعيشون في شظف , حتى استقاموا على الطريقة , ففتحت لهم الأرض التي يغدودق فيها الماء , وتتدفق فيها الأرزاق . ثم حادوا عن الطريقة فاستلبت منهم خيراتهم استلابا . وما يزالون في نكد وشظف , حتى يفيئوا إلى الطريقة , فيتحقق فيهم وعد الله . 

والحقيقة الثانية التي تنبثق من نص هذه الآية:هي أن الرخاء ابتلاء من الله للعباد وفتنة . ونبلوكم بالشر والخير فتنة . والصبر على الرخاء والقيام بواجب الشكر عليه والإحسان فيه أشق وأندر من الصبر على الشدة ! على عكس ما يلوح للنظرة العجلى . . فكثيرون هم الذين يصبرون على الشدة ويتماسكون لها , بحكم ما تثيره في النفس من تجمع ويقظة ومقاومة ; ومن ذكر لله والتجاء إليه واستعانة به , حين تسقط الأسناد في الشدة فلا يبقى إلا ستره . فأما الرخاء فينسي ويلهي , ويرخي الأعضاء وينيم عناصر المقاومة في النفس . (2)

وهذا ما سنتحدث عنه فى الجزئية القادمة

لأسقيناهم ماء غدقا لنفتنهم فيه 

ماء غدقا أى ماء كثير والقصود به فى الاية اى انعمنا عليهم نعما كثيرة

وقد تكون هذا النعم مالا او تمكينا او سلطة او غير ذالك

ويوجه الله سبحانه وتعالى حديثه الى من سمع الامر ونفذه

الى اولائك الذين استقاموا وقال لهم ووعدهم بنعيما كثيرا وهو لا شك مقصود به نعيما دنيويا وذالك لان هذا النعيم نعيم يفتن به الناس ولا يكون هذا الا فى الدنيا

 قال تعالى :  " وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ " [الانبياء 35]

نعم هذه نعمة لكنها فى نفس الوقت بلاء وفتنه

انها رسالة اليكم ايها العاملون على الساحة السياسة من احزاب وحركات وجماعات

اسلامية رسالة " أستقيموا " يرحمكم الله

فاذا استقمتم فاعلموا ان الخير أت والعز ات والتمكين أت لكنكم يجب ان تعرفوا

ايضا ان الدنيا وانفتاحها وزخرفها وبهرجتها وفتنتها أت ايضا
فكونوا على حذر

وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ [الانعام 165] 

الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن 

قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ [العنكبوت 3-1]

وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ [محمد 31]

واستمعوا لقوله جل فى علاه ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُفَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ )   [ابراهيم 47-45]


لنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ

 كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ * فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ

فمن شاء اتخذ الى ربه مآبا


فستذكرون ما اقول لكم وافوض امرى الى الله ان الله بصير بالعباد

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بقلم : محمد صالح

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 المدون : محمد صالح / مدونتى الشخصية : www.msalehm.blogspot.com
1- رابط لتفسير الاية  القرطبى , ابن كثير , الطبرى , التحرير والتنوير
2- تفسير الاية فى كتاب فى ظلال القران للشهيد سيد قطب مع تعديل بسيط الرابط