.

.

ااخبار العالم الاسلامى

الجمعة، 22 يونيو 2012

رسالة إلى المجلس العسكري






الشيخ : محمد الزغبى


إلى السادة الأفاضل أعضاء المجلس العسكري، أنتم أبناء مصر وحُماتها فلا تَحرِقُوها.. وأقول لكم باختصار: اصدقوا الشعب وسلموا السلطة كاملة للرئيس المدني المنتخَب دون وضع عراقيل، أو زرع فتن في الكبد المصري؛ لأن مصر لم تعد تتحمل ذلك.

وإن قولتم: نريد الشراكة في الحكم، أجبتكم بقولي: لستم من فرسان هذا الميدان، ولا من سبقكم من العسكر، والتاريخ بإيجاز أخبركم بأن عبد الناصر (العسكري) أتى بمراكز القوى التي دمرت البلاد والعباد، وزجّت بالمصريين بالسجون، وانتهكت الأعراض، واستولت على المقدرات، وشجعت على الجهل؛ حتى تستطيع حكم البلاد.


وختم عبد الناصر أمره العسكري بـ"هزيمة 67" المروعة؛ حيث كان بعض رجاله يتعاطون الأفيون، وكان دخان المخدرات يتصاعد من أفواههم، في الوقت الذي يتصاعد فيه دخان المعركة التي كانت بمنزلة الذل والعار للمصريين، فضلاً عن الاتحاد الاشتراكي وبعض فصائله التي فرّقت بين الأخ وأخيه، ومثلت الجاسوسية والخيانة في أبشع صورها إلا ما رحم الله.


ثم السادات (العسكري) حيث حكم البلاد فازداد الدين، وارتفعت الأسعار، وختم أمره السياسي بمصيبة كامب ديفيد التي ضحى فيها بأكثر من ثلثي مساحة مصر، وجعلها تحت رحمة ونيران اليهود وأذناب اليهود.


ثم مبارك (العسكري) حيث جاء بالفساد والإفساد، والذل والعار، والفقر والدمار، والجهل والإجرام، وختم أمره بإزاحته وقيام الثورة.


ثم المجلس العسكري، ومثلتموه في الفترة الانتقالية، ولكم الشكر على كل إيجابية قدمتموها، ولكن عاشت البلاد في فترتكم إرباكًا أمنيًّا ليس له مثيل؛ حيث عشنا رعبًا وانفلاتًا، ما شهدناه طوال حياتنا! كما عشنا إرباكًا سياسيًّا تمثّل في الفتن بين سائر الفصائل، إضافةً إلى التخوين والوعيد وأمور سلبية كثيرة..


فضلاً عن ظهور الشللية والتركيبات "المصلحجية"، وتقطيع الأطراف في الدولة، من خلال تكتل العسكري مع جهات أخرى حاكمة ضد جهات كان فيها الأمل، وشهدنا إرباكًا اقتصاديًّا حيث عشنا دمارًا اقتصاديًّا هائلاً، وارتفاع في الأسعار رهيب؛ فكثر التسول في الشوارع، وكثر المتسولون، حتى صارت السلع الرئيسية مسار جدل كالبنزين والسولار.


بحق شاهدنا في الفترة الانتقالية من الرعب والخوف والدمار والخراب والتخوين وتصفية الحسابات والتهديدات والفساد... ما يقارب الفساد الذيفعله مبارك على مدار ثلاثين عامًا، من جرّاء سلبيات هذه الفترة العصيبة.


بل إن القرارات الأخيرة التي أصدرتموها كفيلة -والعياذ بالله- بإحراق مصر؛ لأن الشعب لم يعد يحتمل، وبلغ الاحتقان منتهاه، وعندي لكم سؤال: لماذا تصرون على الشراكة في حكم مصر رغم أنف المصريين؟!!


وفي النهاية نصيحتي إليكم:

1- اصدقوا الشعب، وسلموا الأمانة.


2- عودوا إلى ثكناتكم؛ حتى يشهد لكم الجميع بأنكم الجنود والأبطال الذين يحافظون على أرض مصر.


3- اتركوا الشراكة السياسية والقيادية، ودعوا الميدان لفرسانه، وكونوا في ميادين القتال والشرف؛ حتى يمدحكم القاصي والداني.


4- ننتظر منكم تصحيح الأخطاء، والعودة إلى الثكنات؛ حتى ندعو لكم جميعًا بالعزة والتمكين والمغفرة من الرحمن الرحيم.


المصدر: موقع الشيخ محمد بن عبد الملك الزغبي.


no image
  • Blogger Comments
  • Facebook Comments

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Top custom blogger templates قواالب بلوجر